الذكاء الاصطناعي قد يشكل تهديدًا وجوديًا للبشرية في المستقبل القريب

الذكاء الاصطناعي يجب أن يتم تنظيمه بشكل أفضل حتى لا يؤثر على الوظائف البشرية ويعرض حياة الناس للخطر. يتطلب الذكاء الاصطناعي تكنولوجيا معقدة وإدارة بيانات ضخمة وهو يمثل تحديات أخلاقية وأمنية في نفس الوقت. يجب أن يقود العلماء والمشرعون التقدم في هذا المجال بشكل مسؤول لتحقيق ما هو أكثر فائدة للإنسانية. الذكاء الاصطناعي يمتلك القدرة على إفناء جميع البشرية بين 5 و 10 سنوات من الوقت.
صرح جيفري سونينفيلد، أستاذ في جامعة ييل، بأن نتائج الاستطلاع مثيرة للقلق ومظلمة، حيث رصد في الاستطلاع الذي جرى أثناء حدث افتراضي نظمه المعهد التنفيذي، عدم توافق قليل فيما يتعلق بالتحديات والفرص المرتبطة بالذكاء الاصطناعي.
تضمن الاستطلاع إجابات من 119 من قادة الشركات التنفيذية في قطاعات متعددة، بما في ذلك رئيس شركة “وول مارت”، دوغ ماكميليون، ورئيس شركة “كوكا كولا”، جيمس كوينسي، إضافة إلى قادة شركات تكنولوجيا المعلومات مثل “زيروكس” و”زووم” بالإضافة إلى رؤساء تنفيذيين في القطاعات الدوائية والإعلامية والتصنيع.
صرح المديرون التنفيذيون بمواقف متضاربة بشأن أهمية الذكاء الاصطناعي في الحضارة، حيث زعم ٣٤٪ منهم أن الذكاء الاصطناعي يجوز أن يؤدي إلى دمار الجنس البشري في غضون عشر سنوات، في حين رأي ٨٪ أن ذلك يمكن أن يتم في خمس سنوات، في حين أعلن ٥٨٪ من المديرين التنفيذيين أن هذا لن يحدث أبدًا وأنهم غير قلقين بشأن ذلك.
في سؤال منفصل، أظهر الاستبيان أن 42% من الرؤساء التنفيذيين المشمولين بالدراسة يرون أن الكارثة المحتملة للذكاء الاصطناعي مبالغ فيها، بينما أكد 58% منهم أنها ليست مبالغة في تقديرها.
تأتي هذه النتائج بعد فترة قصيرة فقط من توقيع العديد من قادة صناعة الذكاء الاصطناعي والأكاديميين وحتى بعض الشهيرين بيانًا يحذرون فيه من خطر “الانقراض” من الذكاء الاصطناعي. وقّع الرئيس التنفيذي لشركة “أوبن إي إل“، سام ألتمان، وجيفري هينتون الذي حمل لقب “الأب الروحي للذكاء الاصطناعي”، بالإضافة إلى كبار المديرين التنفيذيين من شركتي “غوغل” و”مايكروسوفت” هذا البيان الداعي إلى اتخاذ خطوات للحماية من مخاطر الذكاء الاصطناعي. وهذه النتائج قد حثت المجتمع على التعاون والاتحاد لمواجهة هذه التحديات والحفاظ على تقدم التكنولوجيا والانترنت بما يضمن سلامة الإنسان وحماية حقوقه.
وذكرت البيان أنه يجب أن يوضع التركيز على الحد من خطر الانقراض للذكاء الاصطناعي على المستوى العالمي، وذلك بجانب التركيز على مخاطر أخرى مثل الأوبئة والحروب النووية.
قرر الأب الروحي للذكاء الاصطناعي “هينتون” مؤخراً، إطلاق النداء بخصوص الخطورة المتعلقة بالتقنيات التي ساهم في تطويرها، وذلك بسبب قلقه بشأن مدى ذكاء هذه التقنيات، وصرح بأنه كعالم قد أدرك فجأة أن هذه الاشياء تزداد ذكاءاً عنا، ومن ثم فنحن يجب أن نقلق بشدة بشأن كيفية السيطرة عليها. وأضاف قائلاً “أريد أن أضع صافرة إنذار وأقول بصراحة أننا يجب أن نحذر جداً من الطريقة التي سوف تسيطر بها هذه الأشياء علينا”.
أوضح أنه إذا تفوق الذكاء الاصطناعي علينا أكثر في الذكاء، فسيكون قويًا جدًا في الاستيلاء علينا والتلاعب بنا، وذلك بتجاوز الحدود التي فرضناها عليه.
أثناء مناقشة قادة الأعمال مخاطر الذكاء الاصطناعي، أظهر الرؤساء التنفيذيون الذين شملهم الاستطلاع الذي أجرته جامعة ييل اتفاقًا نسبيًا فيما يتعلق بالمكافآت. أشار 13% فقط من الرؤساء التنفيذيين إلى أن الفرصة المحتملة الناتجة عن استخدام الذكاء الاصطناعي مبالغ فيها، في حين أشار 87% إلى أنها ليست كذلك.
أفادت شبكة “سي إن إن” بأن الرؤساء التنفيذيون أشاروا إلى أن التحول الذي سيحدث في ثلاث صناعات رئيسية سيعتمد بشكل كبير على الذكاء الاصطناعي، وأظهر استطلاع للرأي أن 48% من المتحدثين يرون أن القطاع الأكثر تأثراً هو الرعاية الصحية، في حين رأى 35% من رؤساء الشركات أن القطاع الثاني هو الخدمات المهنية وتكنولوجيا المعلومات، وقد شارك 11% منهم برأيهم بأن الوسائط الرقمية هي القطاع الثالث الأكثر تأثراً.
بسبب النقاش الدائر داخل وخارج مجال التكنولوجيا حول سيناريوهات يوم القيامة المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، يحتمل وجود تأثيرات فورية أكثر وأخطار كالمعلومات الزائفة وفقدان فرص العمل.