فضيحة “القرود الغاضبة” في يوتيبوري استراتيجيات علاجية مثيرة للجدل تثير الغضب في السويد

أثارت مجموعة صور مُسربة للعلاجات النفسية “القرود الغاضبة” التي تستخدمها مصلحة الخدمات الاجتماعية شمال شرق مدينة يوتيبوري (Socialförvaltningen Nordost) ردودَ فعل غاضبة بين السكان واختصاصيين نفسيين. الأسلوب المُشار إليه يُسمى “القرود الغاضبة” أو (Arga apor) ويتجسد في تمثيل مواقف مختلفة يتعرض لها الأطفال أو المراهقون على شكل سيناريوهات تُصيب القرود، كأن يشعر أحد القردة نفسه وحيداً أو غاضباً مع طرح أسئلة تحفيزية أسفل هذه الصور، وذلك لمناقشة ما يمكن فعله لمعالجة هذه المشاعر المختلفة.
استخدام الصور المثيرة للجدل في معالجة المشاعر النفسية
تُظهر إحدى الصور التي نشرتها صحيفة داغينز نيهيتر مجموعة من القرود التي تبدو وكأنها تصرخ على بعضها البعض، مرتديةً قمصاناً مكتوب عليها كلمة “الضواحي” (Orten)، وفي صورة أخرى تظهر قردة محجبة محاطة ببعض الأشخاص، مع عبارات توضيحية تحتها مثل “تشعر القردة نفسها محاطةً بالأنظار، ما الذي يمكنها فعله؟ من يمكنه مساعدتها؟ ما الذي ستفعله لو كنت مكانها؟” وفقاً لما تشير إليه الصور.
ردود فعل الإدارة المحلية على الجدل
وفي رده على ما أثارته هذه الصور، قال أليساندرو رضايي، رئيس قسم الخدمات الاجتماعية في منطقة شمال شرق مدينة يوتيبوري: “إذا أسأنا لأحد، فنحن نرغب بشدة في الاعتذار”. مضيفاً أنه مُمتن لأحد العاملين في البلدية الذي نبّه الإدارة إلى أن هذه المواد العلاجية قد تسهم في العنصرية البنيوية (Strukturell rasism)، والتي تشير إلى السياسات والممارسات والتمثيلات الثقافية التي تعمل على تعزيز عدم المساواة العرقية بين الناس. كما أضاف رضايي أن الإدارة كانت راضية عن الأسلوب العلاجي “القرود الغاضبة“، لكن الصور كان ينبغي مراجعتها بشكل أدق.
غضب واسع في الأوساط السياسية والنفسية
في تعليقه على انتشار الصور، كتب نائب رئيس مجلس بلدية يوتيبوري عن حزب اليسار دانييل بيرنمار على صفحته الشخصية في فيسبوك: “هذه واحدة من أغرب وأخطر الحوادث التي رأيتها. يتضح جلياً أهمية مواصلة تعزيز جهود مكافحة العنصرية. إن عدم تحرك أحد أو إدراكه للمشكلة لأكثر من عام أمرٌ غير مقبول على الإطلاق. سنعمل على تعزيز جهود مكافحة العنصرية ومن أجل حقوق الإنسان”.
الاختصاصية والمعالجة النفسية ليليا الأمير قالت للكومبس: “لا يوجد في علم النفس ما يبرر تشبيه سلوك القرود بسلوك الأطفال، لأن أي مقاربة بين الحيوانات والأطفال هو انتقاص من قيمة الطفل بحد ذاته”. وأضافت: “عندما نناقش مع الأطفال مفهوم الحيوانات، غالباً ما نربطها بأنها كائنات غير عاقلة، تتصرف بغريزتها ولا تتحكم بمشاعرها أو سلوكها كما يفعل الإنسان، لذلك أرى أن استخدام صورة القرد لإيصال أهمية ضبط المشاعر لم يكن محاولة موفقة من قبل قسم السوسيال المعني”.
إعادة تصميم الأسلوب العلاجي بعد الانتقادات
عقب انتشار ردود الفعل الغاضبة، نشر قسم الخدمات الاجتماعية المعني بياناً صحفياً أكد فيه أن الغرض الأساسي من أسلوب “القرود الغاضبة” كان مساعدة الأطفال والشباب المصابين بأمراض نفسية على التعبير عن مشاعرهم، لأنه يصعب عليهم فهم المشاعر القوية، كالغضب أو الخوف أو الحزن. وبعد الانتقادات الداخلية، وموجة الغضب على وسائل التواصل أُعيدت تسمية المادة بأكملها من “القرود الغاضبة” إلى “الحيوانات العاطفية”، وفقاً لما جاء في البيان الصحفي، كما أُعيد تصميم الرسوم التوضيحية باستخدام حيوانات مثل النمر والذئب، والفيل، والسلحفاة.
“القرود الغاضبة” تكشف عن استراتيجيات جديدة في العلاج السلوكي
يشير التقرير نصف السنوي المنشور على الموقع الرسمي لبلدية يوتيبوري إلى أن الخدمات الاجتماعية في منطقة شمال شرق يوتيبوري تستخدم أسلوب المعالجة “القرود الغاضبة” منذ الخريف الماضي، بمشاركة مجموعة من الشباب من وحدة (Resursenhet Unga) في البلدية ذاتها، ويشير التقرير ذاته إلى أن الاستراتيجية مبنية على أساس علاجي سلوكي معرفي وتم تطويرها من قبل وحدة الشباب بهدف منع استخدام العنف في المدارس.
رد البلدية والتصحيح بعد الفضيحة
جددت بلدية يوتيبوري اعتذارها في البيان الذي نشرته عقب ردود فعل قوية أثارتها صور استراتيجية “القرود الغاضبة“.