اخبار الاقتصاداخر الأخبار

مراحل تطور الاقتصاد السعودي

مرّ الاقتصاد السعودي خلال  آخر ثلاثة عقود من القرن العشرين و قبل أن يصبح من أكبر الاقتصاديات العالمية  بالكثير من التحديات والصعوبات قبل أن يصل إلى هذا المستوى العالي والعالمي وقد قسمت مراحل تطوره بواسطة الخبراء الاقتصاديين مراحل تطور إلى مرحلتين أساسيتين، وبهذا المقال سنضع بين أيديكم تصورا كاملا لكافة مراحل تطور الاقتصاد السعودي

مراحل تطور الاقتصاد السعودي

1_ مرحلة التخطيط التنموي

وهذه المرحلة تمتد ما بين عامي 1970 و 2014 وقد قسمت هذه المرحلة أيضاً إلى ثلاثة مراحل أساسية

1_ مرحلة الازدهار الاقتصادي   والتي تمتد من عام 1970 إلى عام 1981

2_ مرحلة الركود والتي تمتد من عام 1982 إلى عام 2002 .

3_ مرحلة الانتعاش وهذه المرحلة تمتد في الفترة المحصورة بين عام 2003 إلى عام 2014

ويلي مرحلة التخطيط  عام 2015 الذي يعتبر عاماً هاماً ومفصلياً بالنسبة لتاريخ الاقتصاد السعودي.

 2_  مرحلة رؤية المملكة العربية السعودية من عام 2016 إلى 2030

وتقسم هذه المرحلة إلى ثلاثة مراحل أساسية كما يلي:

1_ مرحلة وضع الأساس 2016 إلى 2020

2_ مرحلة تحقيق  المكاسب 2020 إلى 2025.

3 _ مرحلة تعميق الأثر   2025 إلى 2030 وهي المرحلة الأخيرة ومرحلة التطبيق والتعافي.

الاقتصاد السعودي من التأسيس إلى الرؤية

كان من المستحيل أن ينشأ نظام اقتصادي قوي في الجزيرة العربية  قبل توحيد المملكة والسمو بها إلى الوضع الحضري حيث كانت حالة الجزيرة العربية على شكل   قبائل متفرقة تنشأ بينهم وبين البلدان التي تجاورهم  الحروب والغزوات ويُقتل أشد وأشجع الفرسان وتعاني من الضعف وقلة الموارد حيث كان سكان كل منطقة يبحثون عن مصدر دخل لهم فكان سكان المناطق القريبة من مكة والمدينة يعتمدون في دخلهم على الخدمات التي يقدمونها للحجاج 《إسكان _ إرشاد _ بيع البضائع》

اكتشاف النفط عام 1938

كان اكتشاف النفط حدثاً هاماً ومفصلياً حيث غير الحالة الاقتصادية بشكل كلي حيث تزامن اكتشاف النفط مع إعادة إعمار دول أوربا بعد الحرب العالمية الثانية مما أدى إلى زيادة الطلب على النفط ومشتقاته وتعزيز مكانة المملكة الاقتصادية وأصبح النفط من أهم الركائز الاقتصادية للمملكة والمحرك الوحيد المستدام  للاقتصاد السعودي لفترة طويلة.

التخطيط

لا يمكن لأي اقتصاد أن ينمو ويزدهر من دون وضع الخطط من قبل الخبراء الاقتصاديين ومن دون التنفيذ لتلك الخطط والتعمق في كل خطة والتدقيق لإتمامها بشكل تام  وهذا ما قامت به المملكة حيث قامت بوضع الخطط الخمسية واحدة تلو الأخرى وتنفيذها تدريجياً من أول خطة حتى الخطة الأخيرة .

الخطة الخمسية الأولى  من عام 1970 إلى عام 1975

وكان هدف الخطة الخمسية الأولى هو التغير إضافة إلى تطور  زيادة الناتج المحلي إلى نسبة ما يقارب 9.8 % سنوياً ونجحت المملكة في ذلك وزاد إنتاجها بنسبة كبيرة وصل إلى نسبة 11.6%

الخطة الخمسية الثانية من عام 1975 إلى 1980

فلم تقتصر هذه الخطة فقط على الأهداف الاقتصادية بل كان لها العديد من الأهداف والتي كان أبرزها الأهداف الإجتماعية فإن هذه الخطة كانت بداية لتقديم الخدمات الصحية مجاناً إضافة إلى إنشاء الصناديق التمويلية الخيرية والتي تهدف لزيادة النمو  والانطلاق الصناعي والعمراني والزراعي .

وتوالت تلك الخطط وتعددت حتى أصبح للاقتصاد السعودي مكانة كبيرة عالمياً وعربياً.

الصادرات

و يعتبر النفط من أكثر الأجزاء أهمية بين الصادرات السعودية الفعالة  فقد كان  لارتفاع سعر النفط في السبعينيات دور أساسي وأثر كبير جداً في زيادة صادرات المملكة العربية السعودية للخارج  ، ولكن تغيرت هذه الأوضاع في الثمانينات عند تدهور أسعار النفط ولكن الذي ساعد في ارتفاع نسبة صادرات المملكة العربية السعودية من المنتجات غير النفطية هو العمل الدائم مع شركة 《 سابك 》وذلك لإثبات وجودها في السوق العالمي للبتروكيماويات .

ومن ثم عادت نسبة الصادرات بالارتفاع بعد الإرتفاع الغير السريع والذي كان متواصلاً بأسعار النفط وصاحب هذا الارتفاع زيادة متواصلة في نسبة الصادرات النفطية بالنسبة للصادرات السعودية وهذا ما سبّب التراجع بنسبتها مرة أخرى.

رؤية

بعد نجاح الخطط التنموية وضعت المملكة العربية السعودية خطط وطموحات جديدة تهدف لتطور ورفع مستوى العائدات الغير نفطية بالإضافة إلى تنويع وتطوير الاقتصاد السعودي وهي ما يسمى ببرامج 《رؤية》التي وضعت من خلالها المملكة العربية السعودية الكثير من الأهداف والخطط لتحسين المستوى الاقتصادي وليكون الاقتصاد السعودي من أكبر وأهم الاقتصادات القوية في العالم وسنذكر أهم وأبرز هذه الأهداف

الأهداف التي وضعتها المملكة العربية السعودية

  • زيادة وتطوير وتحسين العائدات الغير نفطية بالإضافة إلى تنويع الاقتصاد السعودي .
  • إنشاء مجتمع متطور وحيوي حيث تكون نسبة الإنفاق لدى الأسر على الأنشطة الثقافية والترفيهية من 2.9% إلى 6% والسعي لأن تدرج ثلاثة من المدن السعودية في قائمة أفضل 100 مدينة في العالم .
  • السعي لتخفيض معدل ومستوى البطالة الحالي  11.6 إلى مايقارب 7% .
  • رفع نسبة معدلات الاستثمارات الأجنبية من 3.8 % إلى معدل ما يقارب 5.7 % .
  • الوصول إلى أحد المراكز الخمسة الأولى في الحكومات الإلكترونية

مصادر دخل المملكة العربية السعودية

تتمتع المملكة العربية السعودية بتنوع مصادر دخلها وتسعى الحكومة إلى استثمار الموارد غير النفطية وقد نجحت في تحقيق ذلك وشجعت الاستثمارات الوطنية والنشاطات الصناعية والسياحية لتنويع وتنشيط جميع مصادر الدخل ومن أهم مصادر الدخل في المملكة العربية السعودية:

1_ النفط: وهو الرافد الأهم والأساسي للدخل في المملكة ويوجد شركات وطنية وأجنبية تقوم باستثمار النفط لتشكل عائداته مصدر الدخل الأول للمملكة.

2_ الزراعة والصناعة :  تعمل المملكة العربية السعودية على تشجيع الصناعة والزراعة وذلك لانها تقلل من نسبة الواردات و تحسن  مستوى الدخل الوطني بالإضافة إلى أنها تحسن  مستوى المعيشة في مناطق الريف وتعد المملكة في صدارة الدول المنتجة والمصدرة للتمور في العالم .

3_ السياحة : وتعتبر من أهم مصادر الدخل في المملكة العربية السعودية وتعمل على تطوير قطاع السياحة وخصوصاً السياحة الدينية .

اقتصاد السعودية غير النفطي

عند التدقيق  في بيانات الإحصاء الدولية  للصادرات غير النفطية نجد العديد من المنتجات  التي لها ارتباط كبير  بالنفط والتي تكون ذات دور وأثر كبير في اقتصاد المملكة العربية السعودية  وأبرزها المنتجات الصناعية  الكيماوية وما يتعلق بها  مثل اللدائن أو المطاط ومصنوعاتهما  لكن هذه المنتجات تعتمد بشكل أساسي وكبير بصناعتها على اللقيم الذي يكون مصاحب لإنتاج النفط .

العوامل المؤثرة في الاقتصاد السعودي

شهد  الاقتصاد السعودي العديد من العوامل الإيجابية التي أثرت  فيه :

  • تعزيز دور المرأة في المشاركة بالعمل.
  • المبادرات الاجتماعية التي تسعى وتهدف  لترفيه المواطنين .
  • المبادرات التي تقوم لتحسين الوضع الاقتصادي ومستوى الدخل .
  • زيادة فرصة القطاعات الخاصة في الاستثمار التوسعي والذي له دور هام في رفع اقتصاد المملكة العربية السعودية.
  • حملات مكافحة الفساد والتي تهدف لإنشاء وخلق بيئة مشجعة وجاذبة للاستثمار .
  • تحسن الاقتصاد العالمي بمعدلات غير متوقعة .
  • البدء في المشاريع الكبيرة ، والمشاريع التي تحقق النمو الاقتصادي غير النفطي .

الاقتصاد السعودي في المستقبل

أكد  الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود 《 ولي عهد المملكة العربية السعودية 》 على أن مستقبل اقتصاد المملكة العربية السعودية يقوم على العلاقات التشاركية بين القطاعات العامة والقطاعات الخاصة لذلك يعد بناء قطاع خاص مزدهر وحيوي من أولويات المملكة العربية السعودي   .

وضع الاقتصاد السعودي الآن

انخفض الاقتصاد السعودي بنسبة 4.5% في نهاية عام 2023 مقارنة بنهاية عام 2022  وذلك بسبب تراجع الأنشطة النفطية بنسبة تقارب 17.3 % وذلك وفقاً لتقديرات الهيئة العامة للإحصاء وذلك بالرغم من الارتفاع في الأنشطة غير النفطية التي كانت بنسبة 3.6 % والأنشطة الحكومية التي ارتفعت بنسبة 1.9% وقد لوحظ انخفاض الناتج المحلي 3.9% في الربع الأخير 2023 وذلك لتأثره بانخفاض الانشطة النفطية بنسبة 8.4 % بالإضافة إلى انخفاض الانشطة الحكومية بنسبة 5.3 % مقارنة بارتفاع نسبة الانشطة غير النفطية إلى 0.1% .

ترتيب اقتصاد السعودية عالميا

يعتبر اقتصاد المملكة العربية السعودية من أكبر 20 اقتصاد على مستوى العالم   وتتصدر المملكة كأكبر اقتصاد في الوطن العربي والشرق الأوسط إضافة ً إلى أن المملكة العربية السعودية تعتبر عضو دائم  في  أوبك  .

توقعات الاقتصاد السعودي 2030

يتوقع خبراء صندوق النقد الدولي على أن رؤية اقتصاد المملكة العربية السعودية في عام  2030 تبني الاقتصاد الحيوي المتنوع المتواصل إضافة إلى  العديد من التطورات في المرحلة القادمة   ، حيث تعمل على زيادة تنمية الصناعات ، وجذب المزيد من الاستثمارات ، إضافة إلى توفير فرص النمو والاستثمار لرواد الأعمال والمستثمرين ، وفرص عمل للأفراد ، ويسهم الاقتصاد النامي و المزدهر في إقامة فعاليات اجتماعية وثقافية وترفيهية ورياضية إضافة إلى تشييد الحدائق و المنتزهات  العامة، وزراعة مسطحات خضراء ، حتى ينعم السعوديين  بالمزيد من الخيرات .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى