استقبال أطفال غزة للعلاج في السويد نقابات سويدية تطالب مستشفى ستوكهولم بالتحرك الإنساني

في ظل الأوضاع الإنسانية الكارثية التي يعيشها قطاع غزة، برزت دعوات إنسانية من داخل السويد لطلب استقبال أطفال غزة للعلاج في السويد، حيث طالبت ثلاث نقابات مهنية في مستشفى Södersjukhuset في ستوكهولم إدارة المستشفى بتقديم الرعاية الطبية للأطفال الجرحى والمرضى القادمين من غزة.
ورغم أن بعض المستشفيات الكبرى في السويد مثل جامعة كارولينسكا بدأت في استقبال المرضى من غزة، لا تزال مستشفى Södersjukhuset تلتزم الصمت. في هذا المقال نعرض تفاصيل المبادرة، مواقف الأطراف المعنية، وردود الإدارة، بالإضافة إلى نظرة على الموقف السويدي الرسمي من القضية.
رسالة من ثلاث نقابات سويدية تطالب بتحرك فوري
النقابات المعنية ومحتوى الرسالة
وجّهت ثلاث من أكبر النقابات المهنية في السويد، وهي:
-
نقابة الأطباء السويدية (Läkarförbundet)
-
نقابة الرعاية الصحية (Vårdförbundet)
-
نقابة العاملين في البلديات (Kommunal)
رسالة مشتركة إلى مدير الرعاية الصحية في مستشفى Södersjukhuset، كاروك سعيد، طالبوا فيها إدارة المستشفى بالتحرك الفوري لتوفير الرعاية لأطفال غزة المصابين.
موقف إدارة مستشفى Södersjukhuset من المبادرة
الرد الرسمي: “الوضع معقد ولا قرار أثناء العطلات”
جاء الرد من إدارة المستشفى بأن الموضوع معقد، ولا يمكن اتخاذ قرارات في الوقت الراهن بسبب العطلات الصيفية، وهو ما اعتبره كثيرون تأجيلاً غير مبرر في ملف إنساني حساس.
تصريحات الأطباء: “قضية إنسانية لا نقابية”
فريدريك هيارنه: يجب أن نتحرك مثل كارولينسكا
قال الدكتور فريدريك هيارنه، طبيب طوارئ ورئيس الجمعية الطبية السويدية في المستشفى، إن القضية ليست نقابية بل تتعلق بأخلاقيات المهنة الطبية وواجبها في الدفاع عن الحق في الرعاية.
وأضاف:
“إذا كانت مستشفى كارولينسكا تستقبل المرضى من غزة، فلماذا لا نستطيع نحن؟ نحن مستشفى طوارئ كبير ولدينا الخبرة الكاملة لعلاج الأطفال المصابين.”
نقاش داخلي واسع بين العاملين في المستشفى
تساؤلات: لماذا لا نساعد كما تفعل مستشفيات أخرى؟
خلال الأسابيع الأخيرة، شهد المستشفى نقاشات بين الأطباء والممرضين ومساعدي التمريض حول الأطفال الجرحى من غزة، خاصة بعد إعلان مستشفى جامعة كارولينسكا استعدادها لاستقبال بعض الحالات.
شهادات ميدانية: مأساة إنسانية في غزة
طبيبة سويدية تصف الوضع هناك
قالت ماريث هالمين، طبيبة في العناية المركزة بالمستشفى، بعد زيارتها لغزة:
“الوضع مأساوي بكل معنى الكلمة. ما شاهدته لا يمكن تجاهله، والسكوت عنه خيانة لقَسَمنا الطبي.”
مواقف أوروبية مختلفة… والنرويج في المقدمة
14 دولة أوروبية تستقبل المرضى من غزة
منذ بداية الحرب، بدأت 14 دولة أوروبية – مثل بلجيكا، ألمانيا، اليونان، إسبانيا، فرنسا، إيطاليا، إيرلندا، لوكسمبورغ وأبرزها النرويج – في استقبال الجرحى، حيث استقبلت النرويج 20 طفلًا من أصل 227 مريضًا تم إجلاؤهم من غزة لتلقي العلاج.
السويد ترفض حتى الآن استقبال الجرحى من غزة
القرار سياسي… ولكن الضغط الطبي مستمر
حتى الآن، الحكومة السويدية لم تصدر قرارًا باستقبال المرضى من غزة، رغم المطالبات المتزايدة من الطاقم الطبي والمجتمع المدني.
رد المستشفى الرسمي على مطالب النقابات
نساهم عند الطلب الرسمي فقط
جاء رد المستشفى عبر دائرة الصحافة، حيث قالت:
“عندما يُكلّف المجلس الوطني للصحة والرعاية الاجتماعية منطقة ستوكهولم بالتنسيق، فإن مستشفى Södersjukhuset يشارك دائمًا في تقديم أفضل رعاية ممكنة.”
خلاصة المقال – موقف إنساني منتظر
التحرك الذي دعت إليه النقابات يعكس حسًا إنسانيًا ومهنيًا عاليًا، ويضع إدارة المستشفى والحكومة السويدية أمام اختبار أخلاقي في استقبال أطفال غزة للعلاج في السويد.
في وقت تتسابق فيه دول أوروبية لإنقاذ الأرواح في غزة، تبرز تساؤلات مشروعة:
هل ستنضم السويد رسميًا إلى هذا الجهد الإنساني؟ أم سيبقى صوت الأطباء دون استجابة؟