من نجمة تيكتوك في الدنمارك إلى أم سورية في وطنها | سلمى ندّاف تكشف سبب قرارها المفاجئ
 
غادرت صانعة المحتوى و نجمة تيكتوك السورية سلمى ندّاف الدنمارك عائدةً إلى سوريا مع أسرتها، بعد أكثر من أحد عشر عاماً من الإقامة في البلاد، حيث أصبحت واحدة من أبرز الوجوه المؤثرة على وسائل التواصل الاجتماعي في أوروبا الشمالية.
وتُعدّ سلمى من أشهر صانعي المحتوى العرب في الدنمارك، إذ يتابعها أكثر من 3 ملايين مستخدم على تيكتوك، وحوالي 4 ملايين على فيسبوك، بينما يتجاوز عدد متابعيها عبر مختلف المنصات 10 ملايين متابع، وفقاً لتصنيف موقع HypeAuditor المتخصص في تحليل المؤثرين.
بدأت سلمى رحلتها الرقمية قبل خمس سنوات، من خلال فيديوهات بسيطة باللغة العربية تشارك فيها أفكاراً منزلية وأعمالاً يدوية مع أطفالها، قبل أن تتجه تدريجياً إلى محتوى الديكور والتزيين المنزلي والحرف اليدوية، مما أكسبها قاعدة جماهيرية واسعة في الدنمارك والعالم العربي.
الأسباب وراء قرار العودة
في فيديو مؤثر حصد ملايين المشاهدات، كشفت ندّاف أن قرار مغادرتها أوروبا جاء نتيجة شعورها بتغيّر القيم الاجتماعية من حولها، موضحةً أن أكثر ما دفعها للرحيل هو انتشار رموز قوس قزح المرتبطة بمجتمع الميم في مدارس أطفالها، وتحول موضوع التحوّل الجنسي إلى جزء من المناهج الدراسية والحياة اليومية.
وقالت في رسالتها:
“يمكن أن يعتبرها البعض حرية شخصية، لكن بالنسبة لي لم أعد أرى أن هذه البيئة مناسبة لنمو أطفالي بشكل سليم.”
وأضافت بأسف:
“كان وداع الناس الذين عشت معهم 11 عاماً أمراً صعباً للغاية، لكنني مقتنعة بأن أطفالي يجب أن ينشأوا في مجتمع يشبهنا في العادات والتقاليد.”
تعلمت الكثير من أوروبا
رغم قرارها بالعودة، أكدت سلمى ندّاف أنها تحمل تقديراً كبيراً للتجربة الأوروبية التي خاضتها، قائلة إنها تعلّمت منها الكثير — من أبرزها احترام الوقت، والنظام، والانفتاح على الثقافات المختلفة.
وأضافت:
“الناس في أوروبا كانوا صادقين في تعاملهم، وتعلمت منهم الكثير من القيم الجميلة، لكن العودة إلى سوريا كانت ضرورية من أجل مستقبل أطفالي.”
تمثل قصة سلمى ندّاف مثالاً على الجدل الثقافي بين الشرق والغرب الذي يعيشه الكثير من المهاجرين العرب في أوروبا، بين الرغبة في الانفتاح والتقدير للتنوع، وبين التمسك بالهوية والتقاليد التي نشؤوا عليها.
رحيل سلمى ندّاف من الدنمارك لم يكن مجرد انتقال جغرافي، بل خطوة تعكس صراع الهوية والانتماء الذي يعيشه كثير من العرب المقيمين في أوروبا.
وبينما يراها البعض قرارًا جريئًا بالعودة إلى الجذور، يراها آخرون تعبيرًا صادقًا عن سعي الأم لحماية قيم أسرتها وسط عالم يتغير بسرعة.
وبغضّ النظر عن المواقف المختلفة، تبقى قصة سلمى ندّاف تذكيرًا قويًا بأن النجاح لا يُقاس فقط بعدد المتابعين أو شهرة المنصات، بل بقدرة الإنسان على اختيار ما يراه صحيحًا لأسرته ومستقبله.
تنويه مهم بشأن حقوق المحتوى
جميع الحقوق محفوظة لموقع News 360 © 2025. يُمنع نسخ هذا المحتوى أو إعادة نشره أو ترجمته أو اقتباس أكثر من 10% منه إلا بإذن خطّي مسبق. لأي استخدام تجاري أو أكاديمي، يُرجى التواصل عبر: info@news360.dk.
ملاحظة: يُسمح بالاقتباس المحدود مع ذكر المصدر ورابط مباشر للمقال الأصلي.
 
 
 
 
 
 
 
 
 
